الثلاثاء، 31 أغسطس 2021

الشاعر جابر رزق

 

الشاعر جابر أحمد رزق

(1258-1323هـ

1842-1905م)


 


·      هو جابر أحمد رزق*، أحد أشهر شعراء نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

·      ولد في 1275هـ الموافق 1842م في قرية القابل.

·   وهنالك من يرى أنه من مواليد منطقة المحويت، لكن الرأي الراجح أنه من مواليد قرية القابل، القريبة من وادي ظهر 

همْدان، إلى الشمال من مدينة صنعاء، إذ إنَّ أسرة رزق وأملاكها في تلك القرية إلى وقتنا.

·      انتقل إلى مدينة صنعاء في ريعان شبابه، وتلقَّى تعلميه في حلقات الدروس في مساجدها.

·   نضجتْ موهبته الشعرية مبكِّراً فكتبَ القصائد والتوشيحات التي تندرج في أسلوبها ونمطها ضمن ما عُرِف بالشعر 

الحميني وكان بجمع بين الفن والإنشاد.

·   كان له إلمامٌ واسعٌ في الإيقاعات الشعرية والغنائية، إذ كان يغنِّي قصائدَهُ بصوته على إيقاعات عزفه على آلة الطرب 

التي حلّ محلّها العود خماسي الأوتار، فغدا فارساً من فرسان الأغنية شاعراً ومغنياً.

·   كانت صنعاء في تلك الحقبة تحت سيطرة الأتراك العثمانيين بعد دخولهم إليها سنة 1288هـ الموافق 1872م، وكانت 

لهم رعاية لفن الغناء والطرب، فلم يجد جابر رزق ما يحول بينه وبين ممارسة هذه الرغبة في التأليف الشعري والغناء 

غير أن صنعاء مالبث أن تركها هذا الشاعر الفنان منتقلاً إلى الحديدة وذلك بسبب امتناع إحدى الأسر المحافظة من  

تزويجه بواحدة من بناتها التي كان على علاقة عاطفية بها لانه في نظر تلك الأسرة (مُطرب) والمطرب في نظرها أقل 

مكانة لا يجوز له أن يتزوج إلا من مستواه الاجتماعي. ذلك ما كان يلاقيه مَن يحترف فنّ الغناء من نظرة دونّية.

·   نال في الحديدة شيئاً من رعاية الإدارة التركية التي ظلت لها محمية هنالك لبعض الوقت، فأصبح صاحبَ وظيفةٍ 

حكومية لدى الأتراك، إذ كان يحسن اللغة التركية، وبها كتب بعض الشعر، وأصبح له مكانة مرموقة في المجتمع الفني 

بالحديدة، المدينة الساحلية على البحر الأحمر.

·   وبعد أقامته مُدَّةً في الحديدة تأثر بالأفكار الصوفية، وبذلك وجد نفسه ينقاد باندفاع في الموجة الإنشادية التي كانت وما 

تزال إلى يومنا هذا تأخذ مكانَ الصدارة في سهول تهامة، وقد كان تحوله هذا من الغناء إلى الإنشاد الصوفي تحولَ اقتناعِ 

لا اتباع، ويشكل انتقاله من موسيقى الضرب على العود ومصاحبته بالغناء إلى الإنشاد طوراً جديداً في حياته، نظراً لما 

كان له من قدرة على صُنْعِ الألحان المعتمدَةِ على الدندنة الصوتية، ووضعها محلَّ الدندنة الوترية.

·   كان واحداً من شيوخ التصوف الإسلامي بمدينة الحديدة. كما استطاع الاستفادة من موهبته الفنية والأدبية في 

إخصاب 

قدراته اللحنية فصاغ القصائد الصوفية الرائعة الإنشاد.

·   يقال أنه ترك سبعة مجلدات، كلها في الأدب ومعظمها في "الغناء وعلوم آخري ولكن لا نعرف منها اليوم إلا ديوانه 

المسمى بـ"زهرة البستان في مخترع الغريب من الألحان" وبعض القصائد المبعثرة ... وكان قد أشار في مقدمته لديوانه 

زهرة البستان في مخترع الغريب من الألحان في جزئين إلى أسماء كتبه الأخرى، وهي:

1.       مستقطر النبات في الباقيات الصالحات.

2.       كنز المخلصين لسعادة الدارين.

3.       الذخيرة الكبرى في مدح أهل البشرى.

4.       الفتوحات ... في نظم السيرة (روائع الأنفاس المحمدية في جامع المواهب الصمدية).

5.       سجع حمام القصور في المنظوم والمنثور.

6.       قلائد الأبكار في الحميني.

·      توفي في 1323هـ الموافق 1905م.

·      تغنى بأشعاره عدد كبير من الفنانين والمنشدين، وعُرفتْ هذه الأغاني فيما بعد بالصفة "تراثية"، سواءً كانت 

أشعاراً أم ألحاناً.

·   كان واحداً من شعراء اليمن الذين أثروا الحياة الأدبية والفنية ببديع قصائده الغنائية، وهو من الذين اجتاز تأثيرهم 

الفني نطاق اليمن، بدليل ما هنالك من تأثير لقصائده الغنائية على عدد من فناني وفنانات بعض أقطار الجزيرة العربية، 

وبلغ تأثيره إلى أقطار المغرب العربي ...

·   وممن تغنى بشعره؛ الفنانون صالح عبد الله العنتري، وإبراهيم محمد الماس، والشيخ علي أبو بكر باشراحيل الملقب 

بالمدني، وأحمد عوض الجراش، وعبد الرحمن المكاوي وغيرهم.


قصائد الشاعر جابر أحمد رزق

1.      دع ما سوى الله وأسأل.

2.      يا من سما حُسْناً.

3.      استغفر الله واسأل.

4.      ربِّ صلي على مَن جاءنا بالمثاني.

5.      ربِّ حُسنَ الختام.

6.      أنت اللطيف الطفْ بنا.

7.      اصطفاك المتين.

8.      ربّ حُسن المختم.

9.      رب صلي على الذي.

10. يا دائم الإحسان.

11. فرج الهم يا كاشف الغم.

12. رب صل وسلم.

13. بسم الله.

14. إلهي أغثنا.

15. صل وسلم يا جليل.

16. أنت الحبيب الكريم.

17. يا محصي المثقال.

18. الله سبحانه الرحمن.

19. يا الله أمّنّا أمّنّا.

20. صلى عليكَ السلام.

21. صلى على الجوهر المختار.

22. انظر إلينا وفرج همنا.

23. اهدنا للهدى.

24. رب صلى على الرسول.

25. عالم السر منا.


 


دع ما سوى الله واسأل*

 

دعْ ما سوى الله واسألْ

مولاكَ إنَّ الذي أنشاكَ ما رَدّ سائلْ

أمَا له التدبير ما شاء يفعلْ

بلى قدير على ما شاءه ذو الجلالْ

ومن عليه توكَّل

ما زالْ طولَ المدى في حلّة السعد رَافلْ

إنْ شئتْ، عَقْدُ المُدلَهمَّاتِ([1]) يَنْحَلَْ

صلِّ على مَنْ كساهُ اللهُ ثوبَ الجمالْ

ما لي أرى الخصْرَ يَنْحَلْ

مِنْ لَمْسِ بعضِ الأياديْ أصبح الخصرُ ناحلْ

ما هكذا الغزلانُ بالخصرِ تفعلْ

جسمي غدا عندما أنْحلتَهُ في انتحالْ([2])

أمَّا وشاحك تَعَطّلْ

فليس يقوَى على حملِ الوشاحْ خصرُ ناحلْ

في خصرِك المنحولِ دعني تأمّلْ

واللهِ إنِّي رقيقُ الطبعِ أهوَى الجمالْ

أرقُّ للمُزنِ والطَّلْ

حتى تذَّوى الجوارحْ بالجوَى والمفاصلْ

فكلُّ عضوٍ من خميص ومفصلْ

تلعبْ بهِ رقَّتي لعْبَ الصِّبَا والجمالْ

ولا شجاني وأبْطلْ

إنسانُ بالي وعلمْني حنينَ البوازلْ

إلاَّ الذي في النشرِ والطيِّ يغزلْ

نفسي عليهِ وكمْ قد مِتُّ فيهِ سؤالْ

وسَهمُ عيْنَيْهِ يُرسَلْ

إذا جفاني لقد بلَّغْ إليهِ الرسائلْ

فلا أرى شُمَّ العرانينِ تُقْتَلْ

إلاَّ بهِ لا بأسيافٍ ولا بالنِّصالْ

وذا البَديدُ([3]) المُسلسلْ

مِن مبسمٍ فاقعٍ قَانٍ عظيمِ المناهلْ

خِتامُهُ مسكْ وخمْرُهْ يُحلّلْ

ناشدتُكَ الوُدَّ تُسْكِرْني بخمرٍ حَلالْ

وذا الخُدَيْدُ([4]) المُجَلَّلْ

قالوا لنا وردُهُ ما نالَهُ قطُّ نائلْ

لو كنت يا سِيْدَ([5]) الغوَاني تجمَّلْ

تأذنْ لنا في جَنَى وردٍ عديمِ المثالْ

باللهِ قُلْ لي تفضَّلْ

مَنَحْتُكَ الإذْنَ فافعلْ كلَّ ما أنتَ فاعلْ

ما مَقصدي بالفعْلِ آخرْ وأولْ

إلاّ جَنَى الجنّةِ الغرَّاْ ورشْفَ الزُّلالْ

فالضمُّ والشمُّ قد حَلّْ

دعْني وشأْني ولا تُصغي لقاضٍ وعاملْ

إنِّي أنا المفتي إذا الأمرُ أَشْكَلْ

وكلُّ مُفْتٍ هو المسؤولْ يومَ السؤالْ

فاختال بالحُلْيِ وارْفُلْ

في حلَّةِ الحُسنِ ليلاً مرحباً عَزَّ واصلْ

يحميكْ ربُّ الناسْ، بالوصْلِ فاعْجَلْ

أَضُمُّ قَدَّكْ بيمُنَى [سَاعدي] والشمالْ

والجارْ مِنْ سَهْمِهْ ارسَلْ

من مُقليتكَ اللواتي نُسِجْنَ مِن سِحْرِ بابلْ

مِن حولِهِ شُمُّ العرانينِ تُقْتَلْ

رقيبُكَ اللهُ لِمْ أعددْتَهُ للقتالْ

كمْ قد خَرَبْتَ المُعَدَّلْ

في جامع الخُبْرِ إنَّ الفَرْقَ في الناسِ حاصلْ

وإنَّما مَن يجهلِ الناسَ يُجْهلْ

ومَن يُصلي على الموْصولِ نالَ الوِصَالْ

أعلى وأغلَى وأفضلْ

محمدْ أحمدْ مصباحُ أهلِ الفضائلْ

لا مُرْسَلٌ إلاَّ بِهِ قدْ تَوسَّلْ

فُزنا بهِ نحمدُ المولَى على كلِّ حالْ

 

يا من سما حسنا

 

يامَنْ سَمَا حُسْناً وإحسانا وآدمُ في العَدَمْ

يَا مَنْ سَمَا مِنْ قبل عيسى في الأُوَلْ

صلى عليكَ اللهُ ياخيرَ الأُممْ

 

والآلِ والأصحاب قومٌ أخجلوا البحرَ الخِضَمْ

خاضوا حياض الموت في وقت الوجل

بهمُ رقَى الإسلامُ والشركُ انهَدَمْ

 

بدْرِيَّةٌ([6]) أهدَتْ إلى بدر الدُّجَى منها قسَمْ

شاميَّةُ الخصْرِ المُمَنْطَقِ والكَفَلْ

ظلُّوا لها أهلُ المعاني كالخدَمْ

 

مَيَّاسَةُ القَدِّ الذي قَدَّتْ بهِ كمْ مِن أشمّْم

معسولةُ الثغرِ المسلسلِ كالعسَلْ

يُشفَى بهِ مَن كانَ مثلي ذا سَقَمْ

 

بخيلَةُ في الوصلِ لِمْ ذا وَهْيَ بنتٌ للكرم

كريمةٌ باليأس تنهرُ مَنْ سَأَلْ

فوجود أهل العشقِ منها كالعدَمْ

افْرَنْدُها([7]) كمْ صادَ مِن ليثٍ وكمْ جيشٍ هزَمْ

كمْ أبطَلتْ عندَ التلاقي من بَطَلْ

أحكامُهَا تَمضي على مَن قد حَكَمْ

توشيح

هِنْدِيَّةُ الألْحَاظِ من لُبِّ العربْ

فِضِيَّةُ القدِّ المُقَلَّدِ بالذهبْ

تسطو بعيينها على أهلِ الأدبْ

 

الكوكبُ الدرِّي رَوَى في عُنْقِهَا العالي انْتَظَمْ

والبدرُ لَيْلاً مِنَ مُحيَّاهَا أفَلْ

سبحان منشئُها تعالىَ مَنْ نظمْ

 

من قبل أنْ أهوى هواها لستُ أدري ما الحِكَمْ

كلاَّ ولا كيفَ التغَزّلُ والغزلْ

فالعشقُ بالمقسومِ والنُّعْمَى قِسَمْ

 

لما بَدَتْ تختالُ بالخِلخالِ في بُردِ النِّعَمْ

لا حظتُهَا والقلبُ منِّي في وَجَلْ

فاقتْ ٍعلى الغِزْلانِ، باللهِ القَسَمْ

 

ناديتُها يا أختَ يوسفَ في الشمائلِ والشِّيَمْ

أذهلت عقلي بالحُلَى ثمَّ الحُلَلْ

نا شدتُكِ الرحمنَ رفقاً بالأَمِمْ([8])

 

توشيح

مالي ونفسي إنَّهَا تهوَى الهوَى

فلاَ هوىً إلاّ هوَى مُوْلَى الْلِوَا

هذا الذي عنهُ ابْنُ عبّاسٍ روَى

 

رقَّتْ معانيها على أهل الحِكَمْ

هيهاتَ يُحْصَى فَضْلُ طَهَ بالجُمَلْ([9])

لولا النبِي ما طافَ مُحْرِمُ بالحَرمْ

 

ياجامع الإحسان بابيت المعالي والكرام

كنْ لي على الدنيا وإنْ آنَ الأجَلْ

وانظر إلى يوم التّهَكُّمِ والنّدَمْ([10])

 

استغفر الله وأسأل منه غفران الزلل

 

استغفرِ اللهَ واسألْ مِنْهُ غُفرانَ الزللْ
 

ربٌّ على مَن عَصاهُ حليمْ

نِعْمَ العظيمْ

طُرّاً لهُ الحمدُ ثم الشكرُ مِنَّا

 

إذ خصَّنا بالذي رقى لأَعلَى مَحَلْ

مُكَرَّمِ الجاهِ عندَ الكريمْ

نِعمَ الرحيمْ

أوصافُهُ في المثاني السبعِ تُثْنَى

 

مَن خاضَ بحرَ الهوَى بالعزمِ لا يخشى البللْ

ومَن يَكُنْ في رُبَاهُ مُقِيمْ

يحيا سقيمْ

سلْ عن أمورِ الهوَى مُشتاقْ مُضْنَى

 

فلا يُسمَّى لدى أهلِ الهوى الفذُّ البطلْ

إلاّ الذي دون نَغْم الرخيمْ([11])

ثمَّ اليتيمْ

يحنُّ شوقاً ويذري الدمعَ مَثْنَى

 

فاجعل لدار المعاني سَاسْ([12])مِن قبلِ العملْ

وابني إذا كنت صانع حكيمْ
 

مبنى عظيمْ

فأيُّ دارٍ بغير السَاسْ يُبْنَي

 

 

 

فالدرُّ لا يشبهُ الحَصْبا ولا الحنظَلْ عسل

والشِّعرُ عندَ الفَطِينِ الفهيم

مثل النسيمْ

يُحرِّكُ الغصنْ لا الصخْرَ الأَصْنَا([13])

 

وأنتَ يابدرُ منهُ البدرُ إعلاناً أفلْ

يامن زَرَى باللحاظِ العظيم

ظبي العَرِيمْ([14])

يا مُخجِلَ الغُصنِ لِيناً إن تَثَنَّى

 

 

من أرصدَ السِّحْرَ في عينيكَ أخطأ ماعدلْ

فالموتُ في قدِّكَ المستقيمْ

قاعِدْ مُقيمْ

إجعل لنا منهما ياللهُ أمْنَا

 

 

مَن وَرَّدَ الوردَ في الأوجانِ أحْسَنْ مافعلْ

ومن شقَّ نونَ لَحْظٍ سقيمْ

فهو الحكيمْ
 

هل يانع الورد يا سلطان يجنى

 

دعني وشأني وواصلْني على نَهْجِ العَجَلْ

واشرح فؤادي بنَغْمٍ رخيمْ
 

يشفي الكليمْ

لا أُنْسَ إلاّ إذا غاني تَغَنَّى

 

واختال بالحُلي وارفلْ في نماريقِ الحُللْ

ورَوِّحِ الروُحْ واعشقْ وهيمْ

ربّي رحيمْ

فما إلى الناس يا ميّاسْ مِنَّا

 

مَن راقبَ الناسْ غمَّاً ماتَ مِن دون الأملْ

ومَن يَطا حافياً في جحيمْ

نالَ النعيمْ

لِثابِتِ القلبِ طعمُ العيشِ يَهنَا

 

فاستخبرِ الناسَ تُكْفى الباسَ إنْ كنتَ البطلْ

فلا ترى في زمانكْ نديمْ

من يستقيمْ

على الوفا إنما قالوا وقلنا

 

وَاصْلِحْ جَنابكْ إذا ما شِئْتَ إصلاحَ العملْ
 

واقصدْ بما أنتَ فيهِ مُقيمْ

وجْهَ الكريمْ

واثْنِي على مَن عليهِ اللهُ أثْنَى

 


رب صل على من جاءنا بالمثاني

 

ربّ صلَّي على مَنْ جاءَنا بالمثاني

خاتَمِ الأنبياء ِالأُوَلْ

طيِّبُ السرِّ والنجوى

 

واهدنا واعفُ عنَّا واكفنا مانُعاني

بالنبي المصطَفى المرسلْ

جُدْ لنا بالذي نهوى

 

ما هَويْتُ الهَوى ياسادتي قصْد عاني

مَن جهلْ بالهوى يجهَلْ

الهوَى سِرُّهُ نْجوَى

 

ها أنا مُذْ هويتُ العشقَ ولهانَ عاني

ليتَ طعمَ الهوى يقبلْ

ليتَ جسْمي لهُ يَقْوَى

 

 

كلّما رُمتُ تركَ الحبِّ يأبى جَنَاني

والمُقَلْ بالنظرْ تَعجلْ

رحمتاهْ للذي يهوى

 

مُقلتي خالفتْ أمري وقلبي عصاني

كيفَ للجسمِ لا يَنْحَلْ

فالهوى عَظَّمَ البلوَى

 

أطلقوا مُهجتي مِن ذا الغزالِ اليماني

وامنعوا قدَّهُ الأعدلْ

إنَّهُ جارَ في السطْوى

 

رامَ قتلي حبيبي قبل إِدراكِ شاني

أيُّهَا الناسُ لا أُقتلْ

قبلَ أنْ أبِلُغَ الرجوَى

 

قالَ لي عائِدي اسلُو هواهُ بثاني

كمْ باشواقِهِ تُشغلْ

قلتُ لا تَنْفَعُ السلَوى

 

كيفَ أَسلو هوَى مَن قد ثَوى في جَنَاني

وعلى الجسمِ قد وكَّلْ

عامل الجسمِ والتقوَى

ياحياتي ومِشكاتي وأقصَى الأماني

الهوَى كمْ قَتَلْ كمْ ذلْ

ليسَ يقوَى لهُ رضْوَى

 

كم أصالي هدَاكَ اللهُ كمْ شَا أعاني

قلَّ صبري وجَهْدي كَلّْ

علّها تنفعُ الشكوَى

 

أَدَّعِي أنّ لَحظكْ ياعزالي غزاني

أيُّ مُفْتٍ له حَلَّلْ

جاوزَ الحدَّ بالفتوَى

 

فاصْفراري دليلي مَدمَعي تُرجُمَاني

فانتشى طرفكَ المُرْسلْ

واعقد الصدق للدعوى

 

واتَّقِي دعوةَ المظلومِ لو كانَ جاني

إنَّهَا عاجلاً تُقْبُلْ

دفعُها العدْلُ والتقوَى
 

 

رب حسن الختام

 

ربِّ حُسْنَ الخِتَامْ

فضلُكَ اليومَ شاملْ

بمصباحِ الهُدَى

من ضاءَ بدراً منيرا

في سماءِ المعالي

السّيدُ المنتقى

 

 

 

جامع الاحترام

عين أهل الفضائلْ

على أنفِ العِدَى

تهتزُّ من بأسِهِ

شُمُّ الجبال العوالي

إذا دعا باللقا

 

 

 

ماسَ غصنُ السلامْ

الحُلَى والهياكلْ

رأيناهُ لمّا بَدا

بدراً بأَنوارِهِ

تبيَضُّ سودُ الليالي

كالجوهرِ المنتقى

 

 

 

هزَّ رمحَ القوام

صاح هل مِنْ مُنازِلْ

وفي الناس اعتدى

إياك من رَمَحْ

قد ينتقي كلّ غالي

في حَلْبَةِ الإلتقا

 

 

 

قلتُ ما هُوْ الكلامْ

يا أخا ريمِ بابلْ

لك الُمضْنَى فِدا

أسعدْ صباحكْ لقد

أصبحتَ بالحسنِ والي

يهناكَ حُسنُ البَقا

 

 

 

قف رمْيَ السهامْ

سهمُ عينك قاتلْ

هلْ تريد الفِدا

يا غارةَ اللهِ جَاهْ

قد مَرَّ ياناس حالي

عيناك لا تُتَّقَى

 

 

 

إصدَحي ياحمام

 إصدحي يا بلابلْ

فقد زال الردى

والنحسُ ولّى ودارْ

السعد بالسعد عالي

وانهدّ رُكن الشقا

 

 

 

والذي في المرام

جاءَ والأُنسُ حاصلْ

وقد نامَ العِدى

يا عين قري وطبْ

يا قلب مما تصالي

قد فاح طيب اللقا

 

 

 

والسرورُ استقامْ

والغزالُ المُغازلْ

لنا بدرٌ بدا

ياليلةَ الوصلِ عودي

لي بتلكَ الليالي

لا صبر عندي بقى

 

 

 

قد هجرتُ المنامْ

عند هجرِ المنازلْ

ووجدي جُدِّدا

إذ البستني لييلات

النوى كلَّ بالي

عُد يازمانَ اللقا

 

 

 

ما يكونُ الكلامْ

النوى سمُّ قاتلْ

وفي الصَّدِّ الصَّدا

لا جَفَّ دمعي ولا

مصابحُ قلبي رثا لي

فما عليها بَقَى

 

 

 

حلّها ياسلام

عاجلاً غير آجلْ

بنبراس الهدى

لازال حالي به

في الأرض والعرضِ حالي

على كمالِ اللقا

 


انت اللطيف الطف بنا

 

أنتَ اللطيفُ الْطُفْ بِنَا

وجميع أُمَّةِ أحمدِ

صلِّي عليهِ وآلِهِ

واغفرْ لكُلِّ مُوَحِّدِ

نَسَمَتْ نُسَيماتُ الهَنا

بهبوب لُطفٍ مُسْعِدِ

والأُنسُ عُرْسٌ هاهنا

بروائحِ النَّدِّ النَّدِي
 

الأرضُ تضحكُ والسما

تبكي بُكاءَ الُحسَّدِ

ويدُ الرضا بُسِطَتْ لنا

فوق البساطِ المُسْعِدِ
 

يا أَهلَ بدرٍ بادروا

فوراً بغارة مُنْجِدِ

والغوث يا شُهدا لكم

بالفضل أفضلُ مَشْهَدِ

نغماتُ أهلِ اللهِ مِنْ
 

سهلٍ ومِن غَوْرٍ رِدِي

ياغارةَ اللهِ اسْرعي

في ظهرِ مهدي أحمدِ

ياعينُ أينَ محلُّ سا

جي العين ذي الخدَّ الندي

ريمٌ تمايسَ غُصْنَ با

نٍ في بيانٍ مُفْرَدِ

غَلَبَ الرُّمَاةَ بسهْمِهِ

وأغارَ كلَّ مُهنَّدِ

لَبَس المنايا حُلَّةً

إنْ مَرَّ يحلو مَوْرِدي

يَصفَرُّ لوني حين يُصْـ
 

ـلِتُ أبيضًا مِنْ أسودِ

وأذوبُ رِقّا كلَّما

ذابَ النَّضَارُ بعسْجَدِ

يا قلبُ أَذَّنْ بالرضَى
 

يانفسُ للهِ اسْجُدي

رحلَ العنا حضرَ المُنَى

بحضورِ حضْرةِ سيّدي

والسوءُ قهقرَ باكيًا

وافتَرَّ ثغرُ محمَّدِ

الله لي وأبو البتوْ

لِ وحبّ عِترةِ أحمَدِ

 

اصطفاك المتين

 

اصطفاكَ المتينْ

من قبل خلق النبيينْ

خاتمَ المرسلينْ

فالحمدُ والشكرُ لله

غصنُ مِن ياسمينْ

أطربتَ زهْرَ البساتينْ

بالجمال المبين

زدْني كما زادكَ اللهْ

قُرَّةُ الناظرينْ

سلطانُ فوقَ السلاطينْ

تقتلُ العاشقينْ

عيناهُ عيناهُ عيناهْ

هلْ تُريني لمَاكْ

أم يبتسمْ لي مُحيَّاكْ

مقصدي أنْ أراكْ

هذا يسيرٌ على اللهْ

فيك للروحِ راحْ

من دونهِ رَاحَ مَن راحْ

بالمِراضِ الصِّحاحْ

أمرَضْتَني حْسُبكَ اللهْ

قد سلبتَ النسيمْ

والغصنَ والروْمَ والريمْ

لا نَهَرْ تَ اليتيمْ

يوماً وعيناكَ ترعاهْ

فالشفا في الشفاةْ

يحيا بها كلُّ مَن ماتْ

فهي ماء الحياة

أُحْي بها ذاكرُ اللهْ

بدرُ في منزلي

انزلْ ليعلو محلِّي

رِقَّ لي رِقَّ لي

إني دخيلٌ على اللهْ

ها هنا منزلكْ

حاشاك تهجرْ محلَّكْ

فازَ من قبَّلكْ

بالعين واستغفر اللهْ

ياصباحَ الصباحْ

هلْ يغلبُ الصّبحَ مصباحْ

يامغير الصِّباحْ

يحميكَ اسمٌ مِنَ اللهْ

أنتَ غُصنُ الأَراكْ

كم تسألُ الناسَ رؤياكْ

أيّ سائلْ يراكْ

إنْ شئتَ قل لي على اللهْ

عُود كالعيدِ عُودْ

يامسك يانَدُّ ياعُودْ

كي أرى منكَ عودْ

رَيَّاهُ تْغني ورُؤْياه

سفحُ هذا العقيقْ

قالوا لنا يُكْشَفُ الضيق

قد سفحتُ العقيقْ

شوقا إلى شَمِّ ريَّاهْ

لا يطيب الطَّرَبْ

إلاّ لِمَنْ كانَ يَطْربْ

 

رب حسن المختم

 

ربِّ حُسْنَ المَخْتَمْ

شأْنُكَ الكَرمْ

بالرسولِ الأعظمْ

أشْرَفِ الأُممْ

يا بَديعَ المَبْسَم ْ

ثغرُكَ ابتسمْ

يا بَرَدْ([15]) هذا الفم ْ

جَلَّ مَنْ نَظمْ

وردُ خدِّكْ مِنْ كَمْ

والحَلاَ بِكَم ْ

شَمُّهُ لاَ يُحرَمْ

قُلْ نَعمْ ، نَعَمْ

نُصَّ جيَدكْ([16]) ياحالي الوَرَشْ ([17])

في بَديدكْ([18]) ما رَوَى العَطَشْ

في خُدودكْ

ورْدٌ قد فَتَشْ([19])

مقُلتي لكْ زَمْزَمْ

والمُهَجْ عَلَمْ

والسُّوَيْدَا مَحْرَمْ

والحَشا حَرَم ْ

مَنْ تَعَلَّمْ يَعْلَمْ

أدْرِكِ الحكَمْ

والذي مَا يْفَهمْ

فَهُوْ كالعَدَمْ

ما لجِيدَكْ يبدأْ بالحَرشْ ([20])

من يَصِيَدكْ يارِيْم الحَبَشْ

مَنَ يُريدَكْ

قد غنَّى ونشَّ([21])

بالأجلِّ الأعظمْ

مَسَّنِيَ السقَمْ

رؤيتكْ تجلُو الهَمْ

سَيِّدَ الأُممْ

 

رب صل على الذي

 

ربِّ صلِّي على الذي
 

عُطِّرَ الكونُ مِن شَذاهْ

أحمدٌ جامعُ الهُدَى

أسعدَ اللهُ مَنْ يراهْ

هامَ عقلي بمَن سَبَاهْ

حسبيَ اللهُ مِن نَواهْ

فاتنٌ فَتَّ مُهْجَتي

لستُ أدري متى أراهْ

كلُّ عُضوٍ ومِفْصَلٍ

يشتكي الغُصْنَ مَن جَواهْ

طالَ سُهْدي ولوْعَتي

واشتياقي إلى لِقَاهْ

كلَّما فاضَ مَدْمَعي

زادَ وَجْدِي وآحِ آهْ

أو تَغَنَّى هزارهُ

يُهْزَرُ القلبُ مِن حَمَاهْ

أيَّ يومٍ يرقُّ لي

طبعهُ الرفْقُ مِن صِباهْ

أيّ ليلٍ يزورُني

يَتَرَمَّلْ ([22]) إلى صِباهْ

إنْ تجلَّى جمالُه

أخرقَ الحُجْبَ مِن سَناهْ

أخجلَ البدرَ طلْعَةً

أفضحَ الشمسَ في ضياهْ
 

سَلبَ الغُصنَ قامَةً

أقْبِلوُا قبِّلوُا ثَراهْ

كُلَّما افْتَرَّ باسِماً

زادَ مُضْناهُ في بُكَاهْ

أزْهَقَ([23]) الرُّمْحَ قَدُّهُ

أوقفَ السُّمرَ مِن وراهْ

تنتَضِي البِيضُ سودَهُ([24])

إنَّما السيفُ مَا انتضاهْ

يهزمُ الرومَ إنْ رَنَا([25])

سَهمُهُ فاتَّقُوا رَناهْ

عَرْفُهُ المسكُ إنّما

خمرةُ القومِ في لَمَاهْ

لا يُحاكَى صَباحُه

أيْ وَربِّي ولا مَساهْ

مَن رَأى وجهَ مالِكي

قالَ سبحانَ من بَراهْ

سِرُّهُ في قلوبِنَا

نوره لا حَ في الجِباهْ

حَفَّتِ الأوْلِيَاْ بهِ

بعدما قبَّلُوا ثَرَاهْ

وترىَ الرُّسْلَ والنَّبيْـ

 ـينَ يَسعَوْنَ مِن وراهْ

فاستمدّوا لِفَيْضِهِ

حسبما نلتَمسْ رِضاهْ

هُوَ شاف ٍلنا شِفَا

مَنْ دعا باسمِهِ شِفاهْ

ليس يَخْفَى عليهِ دَا

ءٌ يَرَاهُ ولاَ أرَاهْ

بِتُّ منهُ على شِفَا

عَزَّ عَنْ غيْرِهِ دَوَاهْ

كمْ كَسَى عارياً واشْـ

ـفَى ضَرِيرًا وإنْ عَصَاهْ

وسَقَى عاطِشا وأحْـ

ـسَنَ مِن فضلِهِ بَقاهْ

قُمْتُ لَيْلاً مُناجِياً

أقرَعُ البابَ بالصَّلاَهْ

آهِ مَن لي بهِ فَقدْ

ذُبْتُ مِن فَرْطِ آحِ آهْ

واشتياقي إليهِ قدْ

شَقَّ قلبي كما بَراهْ

وعليْهِ مُسَلِّماً
 

دمعُ عيني كما يَرَاهْ

فصلاتي عليه تُرْ

ضِيهِ أرجوْ بها رِضاهْ

وسلامي سلامهُ

ابْتِدَاهُ ومُنتهاهْ

وعلى الآلِ والصِّحَا

بِ ومَن حَلَّ في حِمَاهْ

 


يا دائم الإحسان

 

يا دائمَ الإحسانْ

أنتَ اللهُ عينُ الابْتِدَا

ندعُوكَ بالاسمِ العَظيمْ

صلِّ وسلمْ على نورِ البَصائرْ

يومَ الْتقَى الجَمعانْ

أرْوَى السيفَ في نحْرِ العِدَا

حتى رقَى([26]) الدينَ القويمْ

وأصبحَ الحقُّ في الآفاقِ ظاهِرْ

أزَالَ بالعَدْلِ أحْكَام َالطُّغَامْ

***

ما رَقَّصَ الأغصانْ

إلاَّ بَدْرُ بَدْرٍ مُذْ بَدَا
 

مِن وَسْطِ جنَّاتِ النَّعِيمْ

والشمسُ في بُرْجِهَا والنجمُ زاهِرْ

حَتَّى هَزَارُ البَانْ

في بُسْتانِ نجْدٍ غَرَّدا

يشْتاقُ لِلعهْدِ القَديمْ
 

يا قومُ هلْ لي إلى الأشواقِ طائرْ

استجيرُ اللهَ مِن قَهْرِ الغَرَامْ

***

يا طَيرَ نْجدٍ كَانْ
 

العُمْرُ في الدُّنيا سُدَى

استغفِرُ اللهَ العظِيمْ

ما خابَ مُستَغفِرْ وشاكِرْ

ماءُ الهَوَى نِيرَانْ

لوْلا اللقَا لنْ تَبْرُدَا

مِن دُونِ ما يَلْقَى الغريمْ

فالعِشْقُ سلطانُهُ ماهِرْ

اهْدِنَا لِهذا وسَلِّمْ يا سَلامْ

***

توشيح

هَاتِهَا يا صَاحْ

تَحْلُوْ فِي النَّمَارِقْ

فالهَوى فَضَّاحْ

مِنِّي ألْف طَالِق

غير شُرْبِ الرَّاحْ
 

للعاشقْ مُفَارقْ

الجارُ يا سُلطانْ([27])

هَجركْ جَارَ فينا واعْتَدَى

مَنْ يجعَلُ الوالي خَصيمْ

ما قطُّ يسْلَمْ مِنَ السلطانِ آمرْ

أيْشْ السَّبْبْ مَا الشَّانْ

تَهْجُرْني وتترُكْني سُدَى

ما لي سِوَى نفسي غَرِيْمْ

ربِّي على جَمْعِنَا إنْ شاءَ قادِرْ

إنّما ما شاءَ يَفْعَلْ والسلاَمْ

***

يا لَيلةَ السُّلْوَانْ

يا يومَ التهاني والهُدَى

يا مَرْتَعَ الغِيدِ الوَسِيمْ

قرَّتْ لنا فيكَ البَصَائرْ

قُمْ يا حمَامَ البَانْ

إنَّ الهَمَّ عَنَّا أُبْعِدَا

والأنْسُ عِندِي مُستَقيمْ

في مَحْضَرٍ فيهِ عندي السُّعْدُ حاضِرْ

قدْ مَحَتْ أنوارُهُ رَسْمَ الظلاَمْ

***

فاصْغوا إلى الألْحَانْ

يَرْوِيها إمَامٌ يُقْتَدَى

في ليلةِ الأُنْسِ العَظيمْ

يا ليلَةً أُنْشِرَتْ فيها البَشائرْ

فالمُعْطِيُ الرحمَنْ

والإنسانُ لا يُترَكْ سُدَى
 

والقاسمُ العدلُ الرحيمْ

والفَرْقُ بينَ الوَرَى كالحجِّ ظاهرْ

إنما صَّلى على تاجِ الخِتامْ

توشيح

سَيِّدَ السَّاداتْ

أعْلاَ الناسِ قَدْرَا

صَاحِبَ الغَاراتْ
 

في دُنيا وأخْرَى

انشُرِ الراياتْ
 

أرجو مِنكَ نَصْرَا

كمْ أسْمَر ٍطَعَّانْ

قدْ ألْقَاهُ في قلبِ العِدَى

يومَ اللقَا قُلْ يا كَريمْ

أكرمْتَنا بالذي أعْلا الشعائرْ

إنِّي لهُ حَسَّانْ ([28])

مدحٌ وهو نِبْرَاسُ الهُدَى

إنِّي لإحْسان ِالرحيمْ

وفضْلِهِ حامدٌ للهِ شاكرْ

نرجو بأنْفاسِهِ حُسْنَ الخِتامْ

***

 

 

 

يا حادِيَ الأظْعَانْ عَرِّجْ بي

إذا الحاديْ حَدَا

مَابينَ زمْرَمْ والحَطيمْ

عَطِّرِ الكوْنَ مٍن تلكَ المآثرْ

ونسْألُ الرحمنَ

يَهْدينا إلى ما قدْ هَدَى

طَهَ النَّبي الهادِي الرحيمْ

فهو الْمُشَفًّعْ ومِصباحُ البَصائرْ

الصلاهْ تَغْشَاهْ مِن رَبِّهْ دَوَامْ

 

فرج الهم يا كاشف الغم

 

فرِّج الَهمَّ يا كاشِفَ الغَمْ

مِنكَ فضلاً بِفضْلِ المثانِي

بالإمام الخِتَامِ الْمُقَدَّمْ

أشرَفِ الرُّسْلِ قاصِي وداني

ربَّنا نسْألَكْ بالاسمِ الاَعْظَمْ

اكْفِنا شرَّ عيبِ الزمانِ

واغْفِرِ الذنبَ يا رَبُّ وارْحمْ

أنتَ حسْبي وعفوُكْ أماني

كلُّ عبدٍ بهِ اللهُ يعلمْ

واحدٌ لا يُضَاهيهِ ثانِ

فضْلُهُ كيفمَا شاءَ يُقْسَمْ
 

دامَ في العِز ِّمُنشِي الْمَثاني

الهوَى سِرُّهُ ليسَ يُكتَمْ

إنَّما لا تلومُوا لِسَاني

أحسَنُ السُّكْرِ مِن خمرةِ الفَمْ
 

والشِّفَا في شِفَاهِ الغَواني

كلُّ خَمْرٍ علينا مُحَرَّمْ

غيرُ خمْرِ العَقيقِ اليَماني

والذي عندنا طابَ لِلشَّمْ
 

ما فَتَشْ في رُبَى خدِّ غَاني

والمُربِّي لِمَنْ ليسَ يَفْهمْ

كالذي باعَ باقي بِفاني

لو وزَنَّا فَصِيحاً بأَعجمْ

كذَّبتْنا شُهودُ المعاني

قلتُ يا طيرُ مالكْ تَرَنَّمْ

في دُجَا الليلِ صوتكْ شَجاني

جَوَّبَ الطَّيرُ لو كُنْتَ تعلمْ
 

بالذي حُبُّهُ قدْ سَباني

مائِسُ القَدِّ إنْ قدْ تَبَسَّم ْ

مِثلَما البرقُ في ليلِ دانِ

كَرِّمِ النَّفسَ بالعِّزِّ تُكْرَمْ

إنَّ للنفسِ ميزانُ ثانِ

واعْتصمْ بالعظيمِ المُعظَّم ْ

سَيِّدِ الرُّسْلِ قاصٍ وداني

 


رب صل وسلم

 

صَلِّ يا ربُّ وسَلِّمْ

دائماً عَلَى المُعَظَّمْ

الغِنَى في خَاتِمِ الفمْ

والغُنَا طَبْعُ المُتَيَّمْ

 

تـــوشيــــح

هاتِ يا مُزْرِي([29]) الصَّباحْ
 

ما للَيلي كالصَّبيْحْ

قُرَّةَ النَّاظرْ

سَلوَةَ الخاطرْ

دُلَّنا بأيِّ مَرْهَمْ

للضَّنَى قالوا مِنَ الغَمْ

ها أنا أهَوى هَوَى الشّمْ

والجَنَا أحْلَى وأطْعَمْ
 

تـــوشيــــح

فاسْمَعِ القلبَ الجريحْ

مِن رُبَا سَلْعٍ يَصيحْ

مُرَّ يا حَالي

في رُبَا حَالي

حَسْبُنا عهْدٌ تَقَدَّمْ

بينَنَا والسَّرُّ يُكْتَمْ

قُمْ بِنَا فالرَّكْبُ خَيَّمْ

في مِنَى نحوَ المقدَّمْ

تـــوشيـــح

صاحِبَ القَدْر الرجيحْ

صاحبَ الوَجْهِ المَلِيحْ

كاشفَ الغُمَّهْ

جَامِعَ الرَّحْمَهْ

سَلْ لنَا الرحمنَ يَرْحَمْ

جَمْعَنَا أَنتَ المُكَرَّمْ

 

بسم الله

 

بسمِ اللهْ

اللهُ أكبرْ

حسبُنا اللهْ

صلَّى اللهْ

على المُطَهَّرْ

ذي العِزِّ والجاهْ

يا لاَبِسْ

إكليلَ قَيصَرْ

حسُبكَ اللهْ

لَكْ حارِسْ

يَحمي المُكَرَّرْ

 الـلهْ الـلهْ

يا خِلِّي

ارحَمْ مُحَيَّرْ

فيكَ قدْ تاهْ

واسْمَحْ لِي

بالوصلِ تُؤْجَـرْ

أمركْ إلَى اللهْ

دُلُّوني

على ريمِ أحْوَرْ

بِالحَـلاَ تَاهْ

وَاسْقُوني

مِمَّا تَيسَّرْ

مِن ثناياهْ

خلُّوْني

فالعِشقُ يَقْهَرْ

آهِ عُقْبَاهْ

عادَ اللهْ

بالحقِّ أبْصَرْ

يلْطُفُ الـلهْ

يا خَالي

مُرُّ الهَوَى مَرْ

 آهِ أوَّاهْ

إرْثي لِي

وارحَمْ لتُؤْجَرْ

رَاقبِ الـلهْ

يا سَاقي

قلْ لِلمُجَوْهَـرْ

 زَادَكَ الـلهْ

أشْوَاقي

تُطْوَى وتَنْشَرْ

عندَ ذِكْرَاهْ

والباقي

أعظمْ وأكثرْ

إنَّما اللهْ

كمْ أُمْسِي

والدَّمعُ أحْمَرْ

يشهَدُ اللهْ

ما أُنْسِي

إلاّ الْمُسَكَّرْ

مِن ثَنايَاهْ

يُسْلِيني

شَمُّ المُعَنْبَرْ

عندَما تَاهْ

قدْ أنْشَاهْ

بَدْراً مُصَوَّرْ

جَلَّ مَوْلاَهْ

 

إلهي أغِثنا

 

إلَهِي أغثْنَا

فضلُكَ الشاملْ

بِمَوْلَى الدَّلاَئِلْ

بهِ قدْ سِعِدْنا

والفَرَحْ حاصِلْ

مِنَ اللهِ عَاجِلْ

إذا لْمْ تَدعْنا

نَجْنِي الحاصلْ

ونُكْفَى الشَّوَاغِلْ

سَمِعنا أطَعْنا

بَاعُكَ الطائِلْ

وإنْ جُرْتَ عَادلْ

نَهَرْتَ الْمُعنَّى

إنَّهُ سائلْ

لهُ دمعُ سَائلْ

إذا الليلُ جَنَّ

حَنَّ كالبَازلْ

وهَزَّ الْمَنازِلْ

توشيح

نَهْرُ الأَغَاني

مِن رَجَاهْ

بأيِّ غَانِ

قد سَبَاهْ

كلُّ الغَواني

فيك تَاهْ

هَلِ الورْدُ يُجْنَى

بعضُهُ ذابلْ

وفَاتِشْ وباسِلْ

ولكنْ وجَدْنا

دُونَهُ عاهلْ

يَرى الحقَّ باطلْ

وضَرباً وطَعْنا

يُذْهِلُ الحامِلْ

ويُدْمِي المفاصِلْ

تُهْنَا وتِهْنَا

مَرحباً يا خِلْ

هُنَا عَنَّ([30]) واصِل ْ

توشيح

أرْهبْتَ عَبْدَكْ

أدامَ مَجْدَكْ

أحرَمْتَ وَِرْدَكْ([31])

مَنْ يَوَدَّكْ

آلَمْتَ خَدَّكْ

مَنْ يَرُدَّكْ

إذا مِسْتَ غُصْنَا

في رُبَا بابلْ

تَصيحُ البلابِلْ

وكمْ قدْ تَغَنَّى

فيكَ مِنْ فاضلْ

وجاهلْ وعاقِلْ

رأيْت الْمُعَنَّى

فهْوَ كالشاملْ

يطُوفُ الَمَحافلْ

مِنَ الشَّوْقِ حَنَّا

قالْ يُسْتَاهِلْ

فالحُبُّ شَاغلْ

توشيح

 

مَنْ حَبَّ يَصْبْر

فالأحِبَّهْ

تُكْسِرْ وَتُجْبُرْ

والمحَبَّهْ

في الخدِّ تُثِمْرْ

وهْيَ صَعْبَهْ

مَنْ عاشَ مِنَّا

يُعْلِمُ الواصِلْ

بِمَا كانَ حاصلْ

وُيْغنيِهِ عَنَّا

غوْثَنَا الكَامِلْ

مُغِيثُ الأرامِلْ

إذا جَادَ أغْنَى

نَهْرُهُ سَائلْ

كَفَى كلَّ سائلْ

فكمْ رَدَّ عنَّا

مِنْ بلاَ نازلْ

ضياءُ المنَازلْ

توشيح

بِرُّهْ وَجُودُهْ

في النَّوَائِبْ

كالبحرِ مَدُّهْ

للسَّحائبْ

حَظُّهْ وجَدُّهْ

في المواهِبْ

جَمالاً وحُسْنَا

كافٍ وكافلْ

وبيت الجَمائلْ

إليهِ رحَلْنا

أفَلحَ الرَّاحِلْ

وتلكَ الرَّواحِلْ

 


صل وسلم يا جليل

 

صلِّ وسلّمْ يا جليلْ

على الْمُفَضَّلْ

مَن رَقَى أوْجَ المَعالي

مَن شَرَّفَ البيتَ الفَضِيلْ

مِن قبلُ يُرسَلْ

جاهُ خَيرِ الخلْقِ عالِي

باللهِ والوجهِ الجميلْ

أدعُو وأسألْ

مَن لهُ علمٌ بِحَالي

ما لي أرَى خدَّكْ يَميلْ

والوَرْدَ يخجَلْ

اجتمَعْ حَالي بِحالي

ماءُ الحياةْ أو سلْسَبيلْ

هذا المُسلسلْ

دونَهُ طعْنُ النِّصالِ

رَنِّحْ بهِ قلبي قليلْ

فالصبرُ قدْ قَلْ

يرحَمُ الرحمنُ حَالي

قالوا لنا خِصْرَكْ نَحِيلْ

والخْصرُ يَنْحَلْ

إِنّما منهُ انْتِحالي

والشَّرْحُ في المعنَى طويلْ

مَهْ يا مُكَحَّلْ

سِعْرُ هذا الكُحْلِ غالِي

فالجودُ مِن طبْعِ الفضيلْ

هيَّا تفَضَّلْ

نَظْرَةً يا رأْسَ مالي

علِّمْنِيَ الصبرَ الجَميلْ

والحِلْمُ أجْمَلْ

مَعْشَرَ العُشّاقِ مَا لِي؟

مَوْلايَ قدْ ضاقَ السبيلْ

والأُمُرُ أشكَلْ

ثمَّ أُرِّقْتُ الليالي

بالله قِلْنِي([32]) يا مُقِيلْ

لازلتَ تَقْبَلْ

أنتَ للإحسانِ والِي

ظنِّي جميلٌ في الجميلْ

ما شاءَ يفعلْ

رّبما سَاء اكْتِمالي

يا سيِّدي ذنْبي ثقيلْ

فاغفرْ لِمْن زَلْ

بالنبي تاجِ المَعَالي

 

أنت الحبيب الكريم

 

أنتَ الحبيبُ الكريمْ

والشفيعُ المُكَرَّمْ

صلَّى عليكَ العظيمْ

دائماً ياَ مُعَظَّمْ

حَقِّقْ لنا يا نسيمْ

عن فُؤادي المُتَيَّمْ
 

في أيِّ وادٍ يَهِيمْ

إنَّما اللهُ أعَلمْ

عَلَّمتهُ أنْ يهيمْ

في هوَى ريم ِأحْوَمْ

مَوْلَى الجَمالِ العظيمْ

الحَلاَ فيهِ أعظمْ

تــوشيــح

ما عَشقتُ الجمالْ

لولاَ جمالكْ

ما سَهرتُ الليالْ

إلاَّ رِضَاً لَكْ

ما ألَذَّكْ وأحْلاَكْ
 

قدْ سَباني مُحَيَّاكْ

أمرُ المحبّهْ عظيمْ

لِحاليَ الخدِّ والفَمْ

أمْسِي لنفسي غَريمْ

يرحمُ اللهُ مُغرَمْ
 

وكُلّ حاكمْ حكِيْم

والهوَى إنْ تَحَكَّمْ

فما يفيدْ النَّديمْ

إنْ بَكَى أو تَنَدَّمْ

قولوا لِمَولَى البَريمْ

إنَّ عهدي تَقَدَّمْ
 

اذكرْ ليالي النعيمْ

نحوَ ذاكَ المُخَيَّمْ

دونَ الصفا والحَطيمْ

قِفَا على بئْرِ زمزمْ

فيها الشِّفا لِلسقيمْ

وهْيَ أشْهَى وأطْعَمْ

واقصدْ جَنابَ الكريمْ

بَدْرَ حَوَّا وآدمْ

تُهْدَى لِدَارِ النعيمْ

مَلْجَأً مِنْ جَهَنَّمْ

 

يا محصي المثقال

 

يا مُحصِيَ المِثْقالْ
 

يا مُرسِي الثِّقالْ

أنتَ حاكمْ وعادل ْ

خُصَّ خيرَ البرايا بالصلاهْ

وَأَرْضِهِ بعدَ الصلاهْ بالسلامْ

الكوكبَ الِمْفضالْ

والبدرَ الكَمالْ

شَمسَ أهلِ الفضائلْ

أحمد ذاك محمودُ الصِّفاتْ

لوْلاهُ ما قُمْنا إلى البيتِ الحرامْ

يا صاحبَ الخِلخالْ

في خِدَّيكْ خالْ

عَمَّهُ الحُسنُ يا خِلْ

كمْ يُصلِّي باوقاتِ الصلاةْ

وكمْ يقومُ الليلَ في ذاك المَقامْ

والحِجْلُ ما قدْ قالَ

للَمنطِقْ مَقالْ

مُنْ علَى خِصْرِ ناحلْ

فالِغنَى في حضورِ الغانياتْ

والفقرُ منسوبٌ إلى أهِل الغرامْ

منَ ْيَسْحَرُ الأَبطالْ

بالسِّحْرِ الحلالْ

قال هاروتُ بابِلْ

إنَّ هذي العيونْ الساحراتْ

وكلّ سِحْر مِن سِوَى هذا حرامْ

وقدُّك العَسَّالْ

قدْ مَدَّ النِّصالْ

طَعْنُهُ في المَفاصلْ

 

 

إنّما طعْمُهُ سكَّرْ نَبَاتْ

عندي وعند الغيرِ تفسيرُ الكلامْ

توشيح

قاطعتْ مَنْ واصَلكْ هلْ لَكْ

بعض الرضا إنَّهُ يَهلكْ

وأْهلُهُ يخدمُوا أهلَكْ

هيَّا أفَنْدِمْ جَال

أوقَفتَ الرجالْ

كلُّ نفسٍ تجادِلْ

كيفْ حَال الذي مثلي يَبَاتْ

 في بيتِ أشواقي ينادي يا سلامْ

في ثغرِك السِّلْسالْ

فأدْرِكْ ذا سُؤَالْ

مِنَّةً في المسائلْ

والذي سالْ مِنْ عيني فراتْ

ويعلمُ المسْؤُول أنِّي ذو غرامْ
 

هذا الحَلاَ قتَّالْ

طبْعاً والجَمالْ

حَفَّهُ بالجَمائلْ

واجمعِ الشملَ مِن بعدِ الشَّتاتْ

عليكَ يا سِيْدَ الصِّباحْ السلامْ
 

حمَّلْتَني أثْقَالْ

تأْباها الجِبالْ

اسْكُنِي يا بَوَازِلْ

واصدَحي في الحِمَى يا صادِحاتْ
 

وحرِّكِي سُكَّانَ تلكَ الخيامْ

توشيح

فربَّما يَرْحمُ الهالِكْ

مَمْلُوكَهُ كائنٌ ذلكْ

يا نفسُ لا تَنْطِقي ما لِكْ

إنْ ضاقَتِ الأحوالْ

واشتَدَّ العِقَالْ

واسعُ الفَضلِ حاصلْ

فضلُهُ فاضَ في السِّتِّ الجِهاتْ

بيتُ المَكارمْ ويَعْسُوبُ الكرمْ

يُغنِيهِ عِلْمُ الحالْ

عن شَرْحِ السؤالْ

لِي إليهِ الوَسائلْ

باهيْتُ بالباقياتِ الصالحاتْ

خِتامُها مِسكٌ بها حُسْنُ الخِتامْ
 

 


الله سبحانه الرحمن

 

اللهُ سبحانهُ الرحمنْ

اكفِنا يا رحيمْ سوءَ النوَائبْ

واغفرْ لنا الزَّلاتْ إنْ زلَّ القَدَمْ

بمَنْ بهِ شُرِّفَتْ عدنانْ

وانتَضَى سيفَ قهْرٍ لِغالبْ

صلُّوا عليهِ تَسْلَمُوا مِن كلِّ غَمْ

خُذْني كذا عن هوَى الغِزْلانْ

زجَّ بي في هوَى أزَجِّ الحَواجبْ

عدلٌ أزاحَ الظلْمَ عنَّا والظُّلَمْ

نورٌ بهِ نارتِ الأَكْوانْ

نجْمُ حقٍّ في جامعِ الخلقِ ثاقبْ

بحرٌ مُحِيطٌ عالِمٌ طَوْدٌ عَلَمْ

لعزِّهِ ذلَّتِ الشُّجْعانْ

حسبما دَلَّ دونَهُ كلُّ راهبْ

أبْكَى الأعادي كلَّما السيفُ ابتسمْ

لو خِلتَ يومَ الْتَقَى الجمعانْ

وهو يَختالُ بينَ طاعِنْ وضاربْ

لا خدَّ إلاَّ مِن أياديهِ الْتَطمْ

هلْ مِن مُبارِزْ فذا الميدانْ

أرْسِلَتْ للرسولِ فيهِ الكَتائبْ

أقدامُهُ تعْلُو على رُوْسِ([33]) الأُمَمْ

مِن حوْلها صارمُ الفُرقانْ

مُصْلتْ شُرِعتْ لديهِ المناقبْ

مِن دونِ قطْعِ الأَيادي والقَدَمْ

أبْهَت أعاديهِ بالبرهانْ

أعجزتْ معجزاتُه كلِّ كاذبْ

كمْ حلَّ مِن عقدٍ وكمْ عقداً نَظَمْ

خَرَّتْ لِسُلطانِهِ الأوثانْ

وارتقَى الدينُ في اعزِّ المراتِبْ

واصْفَرَّ وجهُ الشركِ قهْرًا وارْتَجَمْ

سِرٌّ سَرَى رحمةُ الرحمَنْ

مَن ينادي باسْمِهِ في النوائبْ

والعُرْوَةُ الوُثْقَى لنا والْمُلْتَزَمْ

قد سادَ بالحُسنِ والإحسانْ

مِن أياديهِ تُسْتَمَدُّ السحائبْ

لَيْثُ السَّطَا بحرُ العَطا كنْزُ الكَرمْ

غَيْهُوبُهُ العِلْمُ والعِرْفانْ

جامعْ للهُدَي مُديرُ الْمَواهبْ

ما شَاهُ في اللوْحِ يُجْريهِ القَلَمْ

 

 

مِن قبلِ أمْثالِهِ قد كانْ

واسعُ الفضلِ عندَ ضيقِ المذاهبْ

أسرارُهُ تَسْرِي وآدمُ في العَدَمْ([34])

قلْبي بأشواقِهِ مَلْئَانْ

لو تَراهُ رأيْتَ فيهِ عَجائبْ

طُفُ مُحرِماً فيهِ تُمْسِي في حَرَمْ

قد لاحَظَتْ عيْنُهُ (عَينانْ)

نورُها ضاءَ مِن جميعِ الكَواكبْ

اللهُ أكبَرْ إنَّها نِعْمَ النِّعمْ

 

يا الله أمنا أمنا

 

يا اللهُ أمِّنَّا أمِّنَّا
 

يا أمانَ الخائفينْ
 

شفِّعْ جَناب الْمُشَفَّعْ

فاشْفَعْ لنا فضلاً وَمَنَّا

يا شفيعَ الْمُذنِبينْ
 

واللهُ يُعطِي ويَمنَعْ

يا حالي الْمَبسمْ تَبَسَّمْ

ساعةً للعاشِقِينْ

واقبلْ سُؤالَ الْمُولَّعْ

بِكَمْ هذا عَقيقُ الفَمْ

مِن كمْ سِعرُ تُفَّاحٍ وتَينْ
 

فالعِلْمُ بالشَّيءِ أَنْفَعْ
 

إنَّي أُحِبُّ الشَّمَّ والضَّمْ

مِن غُصُونِ الياسَمِينْ

والحبُّ يَخفِضْ ويَرفَعْ
 

والقلب أحرمْ مِن مَحرَمْ

لمْ يزلْ في الواقِفينْ

ما بَيْنَ لَيْلَى ولَعْلَعْ

توشيح

أسْعَدْتَني اللهْ يَسْعِدْ صَباحَكْ

أسْقَـيْتَني يا راحةَ الرُّوحِ راحَكْ

تقميع

ها هُنا ها هُنا يا مُحَلاَّ
 

بالهَنا بالهَنا أنتَ أحْلاَ
 

أسهرتَ لي عيْني بعَيْني

نَمْ هَنِيئاً يا حُسَيْنْ

يفديكَ مَن ليس يَهْجَعْ

أَهلُ الهوَى دُوني ودِيني

واعتِقادي واليَقينْ

تَرْضَى سَلاطِينُ لَعْلَعْ

هذا يَقيني هلْ تَقِيني
 

عَِيْلَةَ الحِمْلِ الرَّزِينْ
 

واصْنَعْ بي ما أنتَ تَصْنَعْ

مَهْ يا جفوني لُمْ جُفوني

ساكنٌ سَلْعٍ سِنينْ

هلْ شافِعٌ أو مُشَفَّعْ
 

توشيح

هذا الحلا تسبي به كلَّ حالي

 اخطرْ دَلاَ وانظرْ إِلى شَرْحِ حَاليْ

تقميع

يا زَمانَ الصِّبَا كيفَ حالكْ

 هلْ سألتَ الصَّبا ما جَرَى لَكْ

جَدِّدْ لِي المعنَى عَلِمْنا

أنَّ بدرَ الجَبينْ

مِن دُونِهِ الشُّمُ تَصْدَحْ

يا جامعَ الحُسنِ أغِثْنا

بالرِّضا دُنيا وَدِينْ
 

يا غُوثُ واشْفَعْ تُشَفَّعْ

صلى عليك السلام *

 

صلَّى عليكَ السلامْ
 

في كلِّ وقتٍ وحينْ

شَرَّفتَنا بالسلاَمْ

يا أشرَفَ الْمُرسَلينْ
 

ها أنت نورٌ مِنَ اللهْ

قمْ يا كثيرَ المنامْ

لا نَومَ للعاشِقينْ

إِلْحَقْ بِرَكبِ الكِرامْ

واحضُرْ معَ الحاضِرينْ

لا بُدَّ مِنْ نَفحَةِ اللهْ

واسمعْ صَفِيرَ الحَمامْ

مِن دَوْحَةِ الياسَمِينْ

واسْأَلْ غُصُونَ السلامْ

بعدَ السلامِ المُبينْ

عنْ فاتِنٍ فُـتَّ مَضْناهْ

توشيح

تُرَى هلْ لي دَوا

مِن داءِ وَجْدِي

فغُصْني قد ذَوَى

والغُصْنُ عندي

إذا مَاسَ الْتَوَى

سعداً لسعْدي

 

يا غُصْن ما هوْ الكلامْ

هيَّا معَ العائدِينْ

علَّمْتَني بالكِلامْ

عِلْمَ البُكَا والأنِينْ

يا بَدرُ هيَّا تَمامْ ([35])

يا نجمُ عادكْ بحِينْ ([36])

أصبحتَ قائمْ مقامْ([37])
 

فوق الخُرَدْ أجمعينْ([38])

اسهَرْتَني حسبُكَ اللهْ

نَدِيمي غَنِّ لِي

 فالرفقُ فَنِّي

وجدَّدْ ما بَلِي

 واشربْ بِدَنِّي

ذَرِ الألحانَ لِي

 وارقصْ وغنّي

لي فوقَ خمسينَ عامْ

في الحبِّ قلبي رَهِينْ

مَن ينْصِفَ المُسْتَهامْ

ضاعتْ على المُنْصِفينْ

باللهْ يا بدرُ باللهْ

مَن خاضَ بحرَ الغَرامْ

يُمْسِي ويصبحْ حَزينْ

هيَّا بِنا والسلاَمْ

حملُ المَحبَّهْ رَزينْ

والحب حبي وباللهْ

توشيح

سَقاني ما سَقَى

فاعْجَبْ لِساقي

رَواني في اللقَا

زادَ اشتِياقي

واقسم ما بقى

في الكأسِ باقي

هلْ ذُقْتَ ليلاً مُدَامْ

مِن خمْرَةِ الواقِفينْ

هلْ جِئتَ بابَ السلامْ

هلْ تعرفُ العارفينْ

اللهُ اللهُ اللهْ

طُفْ حولَ تِلكَ الخيامْ
 

بالقلبِ كالطائِفِينْ

ثمَّ اسْتَقمْ في المقَامْ

تَنْظُرْ جمالَ الأمِينْ

اللهُ اللهُ اللهْ

توشيح

رحيم جاءنا

 بــــــراً رحــــــــيما

حبيب حبَّناَ

 حـــبا عــــظيما

وأهــــــــــــــــــــــــــدانا

 صراطا مستقيم

مِنَّا عليكَ السلاَمْ

يا جامعَ الصالِحينْ

قد نِلْتَ أعلاَ مَقامْ

بالفضلِ دُنيا ودينْ

ما شِئْتَهُ ما شاءهُ الله

 

الجوهر المختار

 

صلُّوا على الجَوْهَرِ المُختارْ
 

جامعِ الأنوارْ

والآلِ والصحبِ والأنصارْ

سادة أخيارْ

كلُّهم أقمار

يا عادلَ القَدِّ صدّكْ جارْ

الأمانْ للجارْ

إن سال دمعي تشب النارْ

داخل الأسوارْ
 

الــهوَى قَــهَّارْ

 

 

أَبْكَيتَني مُضحِكَ الأزهارْ

تُرَقِّصُ الأَشجارْ

وأهلُ الهوَى تَقْرَعُ الأوتارْ

فيكْ والشُّعَّارْ

تَنْظُمُ الأشعارْ

توشيح

جمالُكَ ليسَ يوجدْ

وهذا الحُسنُ يَسْبي

وذا الخَدُّ الْمُوَرَّدْ

يُداوِي داءَ قلبي

نعمْ واللهُ حَسْبي

لو يَعلَمُ أهلُ ذاكَ الدارْ

حالَةَ الْمُعْتَارْ

مِمَّا أقاسِيهِ مِن أفكارْ

داخلَ البِيْكَارْ

تَـفْلقُ الأحجارْ

ما أوْقَدوا في حشاهُ النارْ

إنهمْ أخيارْ

الجارَ يا ابنَ الكِرامِ الجارْ

لا يُضامُ الجَارْ

فِـي رُبَا الأجــوارْ

توشيح

أرَى يا بَدرُ حُسنَكْ

سَلَبْ عقلي ولُبِّي

ولو أضْحَكتَ سِنَّكْ

لنا ما حَنَّ قلبي

فهلْ يُرْضيكَ غُلْـبِي

قَدْحُ الهوَى مثلُ قَدْحِ النارْ

تخْرقُ الأسْرارْ

لولا الهوَى ما يَصيحُ الطَّارْ

مِن يَدِ الأخيارْ

ساعَـةَ الأذكـارْ

فاختالَهُ الحسنُ فِي البيكارْ

حولكَ الأنهارْ

واللهُ يختارُ ما يختارْ

كلَّما نَحْتارْ

يا أُوْلِي الأفـــكارْ

توشيح

أنا الداعي تفَضَّلْ

بنظرَهْ منكَ رحمهْ

دُلَّنَا يا مُفَضَّلْ

لأجلك خير أمَّهْ

ونِلْنا خَيرَ نِعمَهْ

ما اسْتَبْكَرْتْ مثلكَ الأبكارْ

قطُّ في الأقطَارْ

كلاَّ ولاَ مثل داركْ دارْ

يُسعِدُ الزُّوَّارْ

فـازَ مَن قد زارْ

 

انظر إلينا وفرج همنا*

 

انظرْ إلينا وفرّجْ همَّنا والغَمْ
 

يا واسعَ الإحْسانْ

لطفكْ في الوَرى يَسري

صلِّ وسلِّمْ كما ترضَى على الأَعظمْ

حامي حِمَى الإيمانْ

ماحِي العُسرِ باليسر ِ

علَى طَـــــهَ صَلاةُ اللهْ

ناشَدتُكَ اللهَ هبْ لي مِن رحِيقِ الفمْ

يا جَوْهرَ الأسنانْ

مِن خمْرِ اللمَى سُكْري

قالوا لنا: خَمْرةُ العُشَّاقِ في المبسَمْ

والوَرْدُ في الأوْجانْ

والسِّلْسَالُ في الصَّدرِ

كــذا يحمِيهِ اسمُ اللهْ

يا مَنْ أغارَ الظِّبَا في الجِيدِ والمِعْصَمْ

يا فَائقَ الأغْصانْ

بالأطرافِ والخِصْرِ

يا آسُ يا طَاسُ يا مَيَّاسُ يا أحْوَمْ

هلْ تَسقِيَ العَطشانْ

في كأْسٍ مٍنَ التِّبْرِ

تَرَفَّــقْ بي هــداكَ اللهْ

هذا هوَ الوردُ في صَحْنِ الوجَنْ أحكمْ

يا وردُ مِن نيسانْ

يَسرِي عَرفُهُ يَسْري

يا نَدُّ يا مسكُ غالي مَن رَحِمْ يُرْحَمْ

أَقصرْ مِن الهُجرانْ

قدْ طولَّتَ في هَجري

تـروَّدْ بي هـداكً اللهْ

أحْرمْتَني لثْمَ هذا الخدً والمبسمْ

للأمرِ هذا شَانْ

قد أنصفْتَ يا بَدري

يا قاسِيَ القلبِ كمْ تَقْسوُ على المُغرمْ

عِلْمُ الهَوَى أفنانْ

في شَرْعِ الهوَى العُذري

ولكنْ يا دِفاعَ اللهْ

هلْ مُحْرِمٌ بالهوَى مِن جهلِهِ يُحرَمْ

في النِّصفِ مِن شَعبانْ

سَعياً في رُبا بَدر ِ

يا غارَةَ اللهِ ضاقتْ فاحْسُبوا لِي كَمْ

أسْرِي وقولُوا كانْ

يَمْحُو العُسْرَ باليُسرِ

ولا مانِعْ لِفضلِ اللهْ

إنِّي علَى العَهدِ باقٍ حَسبَما يَعلَمْ

ذو الحُسنِ والإحسانْ

كيفَ الرَّأْيُ في أمْري

ومَطْعَمُ الصَّْبرِ صًبِرٌ أيُّكُمْ يَطْعَمْ

مُرَّ الهوَى مَن كانْ

يَجري دمعُهُ يَجري

ولَكِــنِّي اذَّخَرْتُ اللهْ

والأُنْسُ هَبَّاتْ يَأْتي والسَّلامْ مَغْنَمْ

والحُكْمُ لِلسُّلْطانْ

والتَّدْبيرُ لِلمُجْرِي

يا أيُّها الناسُ سِرُّ الحُبِّ لا يُكْتَمْ

والعقلُ كالسُّكَّانْ

والديوانُ في صَدري

علَى ياسينْ صلَّى اللهْ

لو كانَ يُرضِيكَ سُهْدي عَالْ سِيدي تَمْ

اسمَعْ حَمامَ البَانْ

وانظُرْ ليلَةَ القَدْرِ

المُزْنُ تبكي وثغرُ الأرضِ يَتبَسَّمْ

مِن نَوْحِ شَمْعِ الدَّانْ

أمْ مِن طلْعِةِ الفَجرِ

تَجَلّى وسْطَ أهْلِ اللهْ

لِكُلِّ سُلطانْ صَدرٌ إنّما الأَعظمْ

صَدْرٌ وسُلْطانانْ

فِي رُوْمٍ وفِي مِصرِ

فهلْ يُقابلْ صُدُوري صدرَكَ الأفْخَمْ

إنْ جِئْتُهُ سَكْرانْ

مِن خمرٍ بلاَ خَمْرِ

ويرضِيني بما أهْواهْ

ولستُ أدري وزيرُ الخَدِّ هلْ يَفهَمْ

أو تَفهَمُ الأركَانْ

أنِّي ذو هوىً عُذْري

وهلْ سمِعْتُمْ مُديرً السرِّ هلْ أعلَمْ

مَن كانَ في الديوانْ

حتَّى يَقبلُوا عُذري

فهذا مِن قبولِ اللهْ

واسْتَعلِموا عَن أَمينِ الخَتْمِ والخاتَمْ

قد غالطَ السُّلْطانْ

لَمَّا مًرَّ في ذِكري

إنْ كانَ للغُصْنِ يُحرَمْ في الأُصولِ الضَّمْ

تَبَّتْ يَدُ الأغصانْ

والأمَّارِ والأَمْرِ

بَدِيعُ الحُسنِ هلْ.. للهْ

يا وازِنً الدُّرِّ بالحَصْبَا ولا يَعلمْ

قد رُجِّحَ الميزانْ

والْمَوْزونُ لا يَدري

صلَّى علَى مَن عليهِ رَبُّنا سلَّمْ

تكْفِي مِن الخُسرانْ

فِي حَشْرٍ وفِي نَشري

بأنفاسِ ابنِ عبدِ اللهْ

 

اهدنا للهدى

 

اهْدِنا للهُدَى
 

يا ملاذَ السائلينْ

بالرسولِ الذي علا كلَّ مُرسلْ

 

 

 

بالعزِّ في الدارينِ مَنشورٌ لِواهْ

بدُرُ رُشْدٍ بَدًا

يَسْتَفِزُّ العالَمِينْ

دونَ راياتِهِ أعاديهِ تُقْتَلْ
 

 

 

 

صلَّى عليهِ اللهُ ما داعٍ دعاهْ

بدرُ بدرٍ بدَا

مِن سماءِ العارفينْ

ماسَ غصناً وفاحَ مسكًا ومَنْدَلْ

 

 

 

رُؤْيَاهُ سعدٌ ليس يَشقَى مَن يَراهْ

لحْظُهُ هُنِّدَا

فاحذرُوا يا حاضرينْ
 

سَهمَ عيْنَيْهِ ساعةَ الرَّمْيٍ يُرسَلْ

 

 

 

يُغْنِي سَطاهْ مِثلمِا يُغنِي عَطَاهْ

لا تخاف الردَى

نحنُ في الحِصنِ الحَصينْ

بالذي جاءنا رسُولاً مُفَضَّلْ

 

 

 

اختارَهُ مِنَّا تعالَى وارتَضاهْ

مَن دعا بالهُدَى

والْمُهنَّدْ في اليَمينْ

واستَفزَّ الرجالْ مِن كلِّ مَحفلْ

 

 

 

فاهْتزَّت ِالأوْتادُ خوفاً مِنْ دُعاهْ

توشيح

إنْ صاحَ في حَـوْمًــةٍ لبُّاهُ مَن في العراقْ

لو خلتَهُ يومَ نابُ الحربِ قامتْ بِسِاقْ

لا يُــعرفُ المــوتُ إلاَّ مِــنهُ يـومَ السِّــــباقْ

تقميع

راياتُهُ رُكِزَتْ في الصفوفْ

كأسُ المنايا لديها يَطوفْ

أنصــارهُ حــولَها بالســـيوفْ

سيفُهُ أُغمِدَا
 

في نُحُورِ المشركينْ

سَهمُه شَقَّ منهمْ كلَّ مفْصَلْ

 

 

 

لَيْثٌ أسودُ اللهِ تَسعَى مِن وَراهْ

لو ترَى أحمدَا

صاحِبَ الجَاهِ المَكِينْ

كانَ منكَ المديحُ فيهِ مُسلسلْ

 

 

 

فالمدحُ في الممدوحِ يَرضاهُ الإِلَهْ

 

 

 

 

مًن أتَى والعِدَا

في شَقاهمْ عاكِفينْ

فالْتَقاهُمْ بخيرِ عَزْمٍ وجَحفَلْ

 

 

 

أينَ الثُّرِيَّا يا نديمي مِن ثَراهْ

كَفَّ كَفُّ الردَى

عن جميعِ المؤمنينْ

فهوَ سِترٌ على أُولي الدينِ مُسْبَلْ

 

 

 

كمْ نالَ مَن ناداهْ فيْضاً مِن نَداهْ

توشيح

واللهِ لمْ يَخْــلُقِ الخَـــلاَّقُ مِـــثلَهْ بَشـــــيرْ

شمسُ الهدَى غالبُ الأعداءِ سراجٌ مُنيرْ

شــــوقي إلـــيهِ وقـــلبي مِن رِضـــاهُ أسِـــيرْ

تقميع

هاتِ اسْقِني يا نديمي الْمُدامْ

والحـــقُّ بِركْبي رِكَابُ الكِرامْ

وخُـــصَّ بابَ الســلاَمِ بالســـلامْ

قد رَدَدْتَ العِدا

عن مُناهُمْ خائِبينْ
 

بامتِداحي لِمَنْ عليهِ الْمُعَوَّلْ           

 

 

 

هـــذا حُـبيبُ اللهِ هـــذا مُــجْـتَباهْ

يا إمامَ الهُدَى
 

يا شَفيعَ الْمُذنِبينْ

يا عِمادي ومَلْجَئِي والْمُؤَمَّلْ

 

 

 

ترضِيكَ مِنَّا يا أخَا الحِلْمِ الصَّلاهْ

 

رب صلى على الرسول المؤيد *

 

ربِّ صَلِّ على الرسُولِ المُؤيَّدْ
 

مَن سَرَى راجِعاً بِعزٍّ ومَقصدْ

 

 

يا لها ليلةٌ بها باتَ ساري

وعلى آلهِ كذا الصحبِ عن يدْ

من شهد با لعُلَى لهمْ كلَّ مشهدْ



 

نعم آلٍ ونعم صحْبٍ ضَواري

يا أُهيلَ الغرامِ والعشق عن يد

إنَّني قد صُرِعْتُ من مائس القَدْ

 

 

فاطلبوا عاجلاً وفوراً بثاري

واسالوني عن الحلا أينَ يوجدْ

إنه في بهاءِ خد مُورَّدْ

 

 

فاقعٌ بينَ حُمْرةٍ واصفرارِ

فيه خالٌ يُصلَى بنارٍ تَوَقَّدْ

بل وماءٍ يموجُ في جامع الخدْ

 

 

أي خال يصلى بماءٍ ونارِ

ذَبَّ عنه بسيفِ لحظٍ مُهنَّدْ

كم به للأنامِ قدْ قَدَّ مَن قَدْ

 

 

بل وكم يهزم الأُسودَ الضواري

حاز أقصى الجمالِ والحُسنِ عن يدْ

مابه خُلَّةٌ سِوَى الهجرِ والصّدْ

 

 

طال مِن طولِ بُعدْي انتظاري

أيُّ وقتٍ بنظرةٍ منه أُسْعَدْ

أيّ يومٍ أُحظى بطعم المُبَرَّدْ

 

 

أيُّ ليلٍ تختالُ في وسْطِ داري

كمْ أناديه يا حبيبي تَرَوَّدْ

إنَّ طرفي من التجافي مُسَهَّدْ

 

 

كمْ أهاديهِ باكياً كمْ أداري

كمْ تَبَسَّمْ لنا بثغرٍ مُنَضَّدْ

ليسَ يدري بأنَّهُ بي مُقَلَّدْ

 

 

كَلَّ جهدي ذرعاً وقلَّ اصطباري

بالثنايا بأَبْيضٍ حولَ أسودْ

الدرايا بأُختها بالموَرَّدْ

 

 

بالذي منه يُخْتَشَى كلُّ ضارِ

 

 

 

إنّ هذا الجمالَ والحُسنَ يُحسدْ

هكذا والجميلُ بالفضلِ عربدْ

 

 

إنَّما أفلحَ الهمامُ المداري

ياولاةَ الكمالِ في كلِّ مَرْصَدْ

إنَّ ماءَ الغرامِ نار توَقَّدْ

 

 

مَن رضيِهِ تجري عليه الجواري

فاسالوني لتدركوا كلَّ مَقصدْ

إنَّني في الهوى بعقلٍ مُشَيَّدْ

 

 

ظَهْرَ غيبٍ قرأْتُ كلَّ المقَاَري

ّ

عالم السر منا

 

عالِمَ السِّرِّ منَّا
 

هَبْ لنا ما نَرُومْ

ونرتَجي يا رَجَاءَ السائلينْ

يا مَن هوَ اللهُ حَيٌّ غيرُ فانِي([39])

اصرفِ السوءَ عنَّا
 

بالصَّفيِّ الوَفِي

أكْرَمِ الأَنبياءْ والمرسلينْ

المصطفَى الْمُقتَفَى المكِّي اليَماني

صلَّى عليهِ الوَدُودْ

طائرُ السُّعدِ غَنَّى

والصَّبا هَبَّ

مِن رُبا الأحبابْ أعني النازحينْ

ولاحَ جُنْحَ الدُّجا البرقُ اليماني

والمسرَّاتُ تُبنَى
 

دارُها الأفراح

نَشرُ ريَّاهُ سِرُّ المُخلِصينْ

زالَ الضَّنَى والعَنا والأُنْسُ داني

يا أيُّها الصبحُ عُودْ

زحزح الهم عنا

يا غصون النقا

تمايلي عن شمالي واليمينْ

واشْدُ على البانِ يا شادي التهاني

باللبَاناتِ فُزنَا

يا بُروقُ الْمَعِي

ويا سماءُ اهْمعِي طولَ السنينْ

يا صادحاتُ اصدَحي فوقَ المباني

يا غَوْثُ بالغَيْثِ جُودْ

ما إلَى الناسِ منا([40])
 

كلُّ مَنْ فِي الهوَى

أمسَى لهُ مَشربٌ فِي العاشِقينْ

إنَّ الأغاني علَى حَسْبِ المعاني

فارِغَ القلبِ دَعْنَا

واسْقِني يا نديمْ

مِن شَرابِ الرجالِ العاكِفينْ

فليسَ يدري بشأْني كلِّ شَانٍي

إلاَّ الغفُورُ الوَدُودْ

والذي ماسَ غُصنَا

رَقصتْ عندَهُ

وَتثنَّتْ غُصونُ الياسَمِينْ

وقَبَّلَتْ نَعلَهُ الغِيدُ الغَوَاني

ما عَلِمنا أَيُجْنَى

زهْرُ بُسْتانِهِ

كما جَنَى لَحظُهُ فِي الصائِمينْ

فما سَمِعنا بِجَانٍ منهُ جَاني

كونوا عليهِ شهوُدْ

ما لَهُ مالَ عَنَّا

فاعطِفوهُ لنا

فإنَّ للغُصنِ عندَ الْقَطْفِ لِينْ

لاَ أخذَ اللهُ غانيْ قد لَغانِي

كمْ يرَى صبَّ مُضنَى

وَجْدُهُ دائمَا

وشوقُهُ .. يا أمانَ الخائِفينْ

وليلُهُ يومَهُ مما يُعاني

لاَ كانَ يومُ الصدُودْ

كلُّ مَن سَاءَ منّا

يلتَجي بالذي

لنَا هوَ الغوثُ فِي دنيَا ودِينْ

مُنجِي الفَريقيْنِ مُحيي كلَّ فانِي

مِنكَ فضلاً ومنَّا

أرضَ عنَّا

واشفعْ لنا يا شَفِيعَ الْمُذنِبينْ

فأنتْ للخلْقِ سَعْدٌ يمانِي

وأنتَ نُورُ الوجُودْ

 



*     أداء: عبدالرحمن وعبداللطيف الأهدل.

([1])   المدلهمات: الأمور الشديدة.

([2])   انتحال: من النحول.       

([3])   البديد: يقصد الأسنان المتفرِّقة.         

([4])   الخديد: تصغير خدّ.        

([5])   سيْد: سيّد، وقد خفف الياء لغرض استقامة الوزن.  

([6])   أراد بقوله (بدريَّةٌ): قصدته هذه ثم أخذ يشبهها بالمرأة الحسناء.

([7])   إفرند السيف مَتْنُه، ورُواءُ صِقَاله.      

([8])   الأّمِمْ: أراد به العاشق.     

([9])   الجُمَل: نوع من الحساب بالحروف، فالألف = 1 ، والباء = 2 ، والجيم = 3 ....الخ.           

([10]) يوم التهكم والندم: أراد به يوم القيامة.  

([11]) نغم الرخيم: وتر من أوتار العود.      

([12]) ساس: أساس البناء.        

([13]) الأصنا، أراد به: الثابت.   

([14]) الظبي العريم: العُرْمَةُ: سواد مُختلطٌ ببياض.       

([15]) في الديوان"لايجد" وبها لايستقيم المعنى،والبَرَدُ هنا استعارة أرادَ الشاعر بها الأسنان الناصعة البياض.

([16]) نُصَّ جِيدك: ارفع جيدك وحرّكه.

([17]) حالي الورش: الحالي : المليح المُعْجب،والورش هنا: الإغراء.

([18]) بديدك: أسنانك.

([19]) فتش: تفتح.

([20]) الحرش: من التحريش وهو الإغراء.

([21]) النشّ:السَّوْقُ الرفيق.

([22]) في الديوان "أو تزمل" والراجح أنها: يترمل، من سير الرمل، وأراد: يعود.

([23]) أزهقَ: أراد بها سلبَ.

([24]) تنتضي: تسُلُّ، البِيض: الفاتنات، سودَهُ: أراد: عيونه السود، أي: الكحيلة.

([25]) رنا: نظر.

([26]) أراد : ارتقى،وارتفع شأنه.

([27]) أي: اقبل جوارنا لك وادفع عنا الجور.

([28]) أراد: أنا عنده بمنزلة حسان بن ثابت.

([29]) مزري من أزرى: عاب، وأراد: يا من جعلت الصباحَ مَعِيبا.

([30]) عَنَّ: ظهَرَ.

([31]) وَردك: خدك المورد بحمرة الأوجان، وِردك: بكسر الواو: موردك الذي يروي العطشان، وأيهما أراد الشاعر فقد أحسن.

([32]) قلني: فعل أمر من أقال: أقاله: أعفاه من تبعة الأمر.

([33]) قال: "روس" وأراد: رؤوس وذلك لغرض ضبط الوزن الشعري.

([34]) في هذه القصيدة وغيرها من شعر جابر رزق كثير من الإشارات الصوفية.

*     أداء: فرقة المنشدين.

([35]) تمام البدر: اكتماله قمرا ساطعا بنوره.

([36]) عادك: لازلتَ، بحين: في وقت مبكر؛ أي: لم يحن وقتُ أفولك.

([37]) قائممقام: هكذا هي عند الترك العثمانيين، وتدل على معانٍ منها: القائممقام عند الصدر الأعظم،ومن معانيها ما يعادل المدير العام للمديرية.

([38]) الخُرَّدُ: الفتيات الأبكار، وخففها لاستقامة الوزن.

*     أداء: عصام.

*     أداء: نجيب سعيد ثابت.

([39])   في هذا النص بروز واضح لتأثير الإنشاد وما يحتاج إليه من مدِّ الصوت، بدا ذلك من إثبات حرف العلة الياء في نهاية الاسم 

المنقوص المرفوع أو المجرور؛ مثل فاني وداني وغيرهما، وإثبات الواو في فعل الأمر (جود) الذي تقتضي القاعدة الإملائية أن يكتب 

(جُدْ) ... إلخ

([40])   أراد: ليس للناس حق في لومنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

احباب قلبي الله المستعان كلمات

أحباب قلبي الله المستعان الشاعر محمد عبدالله شرف الدين أَحباب قَلبي الله المُستَعان ...*... رحتُم وَما قُلتُم رَعى الله فُلان عليش تذيقوه من...